السبت، 29 يوليو 2017

هل يستولي الروبوت على وظيفتك؟ موقع إلكتروني يتنبأ بنسبة أتمتة الوظائف حول العالم

هناك ذاك السؤال الغريب الذي صار هاجسًا لدى الجميع مؤخرًا: “هل يستبدل روبوت وظيفتي في المستقبل القريب؟”

في الواقع، هو ليس بسؤال غريب على الإطلاق مع النزعة المتزايدة والمتسارعة لأتمتة الأعمال والوظائف حول العالم؛ ولعلك قد قرأت عن خبر استغناء شركة فوكسكون Foxconn الصينية العملاقة عن خدمات 60 ألف عامل لديها واستبدالهم جميعًا بروبوتات العام الماضي 2016. الروبوتات لا تخطيء، الروبوتات لا تشتكي، الروبوتات لا تطالب بزيادة في الأجر، والروبوتات لا تنتحر.

قد نجادل طويلًا بأن تلك الوظائف، كخطوط التجميع والتركيب في المصانع الكبيرة، تختلف عن بقية الوظائف الأخرى التي تتطلب تفاعلًا وحكمًا بشريًا أكبر لأدائها بشكل فعال وصحيح. لكن فكروا قليلًا في الأمر: ما الذي يمنع روبوتًا الآن مع التقدم الكاف حاليًا في الذكاء الصناعي من أداء وظائف مثل التدريس، التصوير، النظافة، الشرطة، وحتى الطب؟

مع مستوى الذكاء الاصطناعي الحالي الذي يؤمن لأي روبوت قدرة كبيرة على التفاعل وتحليل الأسئلة بدقة مرتفعة للغاية، ويتجهيزه بإمكانات تصوير ومسح ضوئي متطورة، يمكن أن يحل الروبوت محل نسبة كبيرة من المدرسين، ومراقبي الامتحانات، ومرافقي السفر من المرشدين السياحين، وضباط المرور، وحتى الأطباء مع توفر مستشعرات رصد الحرارة وقياس ضربات القلب ومستوى السكر والمسح السيني والتشخيص الظاهري! والرائع والمخيف هنا، أننا نتحدث عن أمور تمت تجربتها بالفعل بل ونستخدمها شخصيًا!

على سبيل المثال، ساعة أبل الحديثة Apple Watch ما هي إلا روبوت صغير حول معصمك يستطيع قياس ضربات قلبك ومستوى السكر في دمك ومعدل التعرق ومنحك تقريرًا حول هذا ضمن أمور أخرى بشكل دوري كل بضعة ساعات خلال اليوم. سيارة تسلا الحديثة التي تبهر العالم، تحوي في الواقع قائدًا خفيًا ذو ذكاء اصطناعي متطور يتحكم بها ويتخذ القرارات بدلًا منك وبنسبة خطأ تقارب الصفر. وشرطي دبي الآلي الذي دخل الخدمة بالفعل منذ أسابيع قليلة بالإمارات العربية المتحدة هو نموذج واضح وصريح لما نتحدث عنه هنا.

إذن، ما هي فرصتك في المستقبل القريب بأن يحل روبوت ما مكانك لأداء وظيفتك التي تجني منها قوت يومك وتحقق ذاتك بها؟ الثنائي مباشر إقبال Mubashar Iqbal  وديميتر رايكوف Dimitar Raykov يعتقدان أن لديهما الإجابة على سؤالك الذي يقض مضجعك؛ وذلك من خلال موقع بسيط قاما بتصميمه وتطويره معًا مؤخرًا اعتمادًا على ورقة بحثية نشرها عالما اقتصاد بجامعة أوكسفورد بخوارزمية للتنبؤ بالوظائف التي يرجح أتمتتها في المستقبل بشكل كبير.

على الموقع، يمكنك كتابة وظيفتك، مثل “Teacher”، ثم تختر أقرب وصف وظيفي لمهنتك من القائمة التي ستظهر لك؛ لنجد مثلًا وظيفة Teacher Assistant أو مساعد مدرس تبلغ فرص أتمتتها 56% وهكذا. يمكنك تجربة وظيفتك أو أي وظيفة أخرى من باب الفضول والتعرف على ما قد يحدث مستقبلًا بسوق العمل. ولا يقتصر عمل الموقع على هذا فحسب، بل يمنحك كذلك بعض البيانات الأخرى المهمة، كمعدل النمو المتوقع لتلك المهنة بالمستقبل، وكلك متوسط الراتب، وعدد الأشخاص العاملين بكل وظيفة ابتداءً من عام 2016، وعما إذا ما كان يتوجب عليك القلق أم لا.

آلية عمل ونتائج الموقع تبدو جيدة ومنطقية بالتماشي مع نتائج الورقة البحثية التي يعتمد عليها، لكن يبقى دومًا هناك هامش خطأ محتمل بالتوقعات التي قد تحصل عليها، جراء التطور والنمو السريع بالتقنية؛ وهذا يعني بشكل عام أن هامش الخطأ المحتمل قد لا يكون بصالحك عند وقوعه. يخبرنا إقبال إنه …

شيء كهذا لا يمكن أن يكون دقيقًا أو صحيحًا بنسبة 100%، ولا أعتقد أن أحدًا قد يعتقد بهذا أبدًا. مع ذلك، فهو مفيد للغاية في تحديد توجهات السوق ومساعدة الناس في تحديد توجهات الأتمتة وأين تتركز حاليًا ومستقبلًا.

يمكنكم تجربة الأمر بأنفسكم بزيارة موقع إقبال ورايكوف Willrobotstakemyjob.com ومطالعة النتائج المتعلقة بوظيفتكم أو الوظيفة التي قد تحدد مجال الدراسة الذي يجب أن تنخرطوا به. أتمتتة الوظائف أمر حتمي لا مفر منه للأسف، لكن فلنأمل أن يتوقف الأمر على الوظائف فقط … وهي أمنية مستحيلة وسخيفة كما تعلمون.

رابط المقال الأصلي: هل يستولي الروبوت على وظيفتك؟ موقع إلكتروني يتنبأ بنسبة أتمتة الوظائف حول العالم.

عالم الإبداع: http://ift.tt/yPI3xM

fromعالم الابداع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق