الثلاثاء، 31 يناير 2017

أغرب طرق الصيد والقنص المستخدمة إلى الآن حول العالم!

يرفع يده لأعلى حد ممكن بالمطرقة المدببة التي يحملها؛ يشد وتر القوس إلى منتهاه ويكتم نفسه كي يحكم التصويب؛ وتنطلق الخرطوشة بدوي كبير وتنتشر رائحة البارود. الطريدة لم تجد الوقت الكافي لفهم ما حدث؛ وها هي الآن ممدة بلا حراك بعين لامعة… إلى مروج خضراء أبدية!

كان هذا وصفًا مختصرًا لسيناريو تكرر منذ الأزل وسيتكرر حتى الأبد. بالتأكيد هناك أيضًا الحراب والشباك والهراوات المسننة والأشواك المسممة وغيرها من وسائل الصيد التي قرأنا عن استعانة الإنسان القديم والحديث لها كي يمارس أحد أقدم الأنشطة في التاريخ: الصيد والقنص!
//pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js


// <![CDATA[
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
// ]]>

وبالرغم من أن الأمر قد امتد إلى عصرنا الحالي وإن اقتصر في معظمه على تزجية الوقت والتسلية – وهو شيء مؤسف بالطبع – إلا أنه لم يكن الأمر كذلك قديمًا وحتى الآن في بعض المناطق حول العالم؛ حيث الحصول على اللحم كطعام، أو القضاء على ضاري يهدد وجود الإنسان هو الدافع المستمر لتطوير طرق وأدوات صيد غريبة أو غير مألوفة طالما كانت ناجحة وفعالة!

لذا، ودون مزيد من الاسترسال في المقدمة، فلنطالع معًا أغرب طرق صيد قديمة لا زالت تستخدم حتى الآن في عصرنا الحالي…

سرقة الأسود

لماذا قد نرهق أنفسنا بالتربص والركض والقتل، بينما يوجد من قد يقوم بهذه المهمة بالنيابة عنا وعلى أكمل وجه؟ وفي هذه الجزئية، هل هناك من هو أفضل في الصيد من القطط الكبيرة: النمور والأسود؟!

لا مزاح هنا على الإطلاق! هناك من قبيلة اعتاد صيادوها من الرجال على سرقة فرائس الأسود الطازجة والاستيلاء عليها لأنفسهم!

l_11826_maasai-lion

قبيلة مبورورو Mbororo بالكاميرون اعتادت ممارسة هذا النشاط المحبب لقرون طويلة، وذلك بإخافة القطط الكبيرة بعصيان مشتعلة طويلة يطاردونها بها. هذه الأفعال ظلت مألوفة بين الحيوانات وبالطبع أتحدث عن سرقة الطرائد بعد صيدها من حيوانات أخرى، وليس مطاردة الحيوانات للحيوانات الأخرى بعصيان النار الطويلة! لم يصل الأمر لهذا الحد الجنوني بعد…
//pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js


// <![CDATA[
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
// ]]>
هذا النوع الخاص جدًا من الصيد kleptoparasitism، يشهد نجاحًا وانتشارًا كبيرًا في الكاميرون، وأوغندا، وتنزانيا بينما تصبح الأسود وغيرها من الحيوانات أكثر حذرًا وابتعادًا عن البشر. وعلى الرغم من أن هذا يعني المزيد من الطعام بأقل مجهود للبشر، فإنه قد يشكل خطورة على الضواري المفترسة نفسها، التي تلاقي الأمرين حتى تنجح في صيد فريسة ما تضمن لها الاستمرار يومًا آخر.

زغزغة سمك السلمون المرقط

أعتقد أن عنوان المقال كان واضحًا: أغرب طرق الصيد؛ لذا فنحن لا نمزح هنا! الزغزغة طريقة مضمونة ومجربة لصيد أحد أشهى الأسماك في العالم وهو السلمون المرقط Trout!

1145593888tickling_trout

زغزغة سمك السلمون المرقط تعد أحد أقدم الطرق في الغرب للحصول على عشاء مجاني لمن لا يجد طعامًا؛ وتلك الطريقة الغريبة تتميز بانها لا تحتاج أدوات خاصة… فقط أصابعك وصمت وخفة! حيث يجب عليك أن تقترب من الغدير أو ضفة النهر الذي يسبح به سمك السلمون، وترقد على بطنك مع غمر ذراعك بالمياه. وحالما لمست أصابعك سمك سلمون، لا تحاول الإمساك بها لأنها ستتملص منك بكل سهولة كالبرق! فقط قم بزغزغة بطنها بينما تتحرك ببطء من الذيل إلى الرأس، وعندما تصل للرأس، اقبض على الجسم الصلب وانزع السمكة خارج الماء سريعًا!

ظلت هذه الطريقة منتشرة ومستخدمة بين شعوب أوروبا الأكثر فقرًا، والذين لم يمتلكوا يومًا رفاهية امتلاك صنارة قوية أو شبكة صيد كبيرة.

الصيد بالعُقاب الذهبي

هذه طريقة ابتدعها العرب قديمًا للصيد في الصحراء، ويمارسها حتى الآن عدد آخر من الشعوب في أجواء وبيئات قاسية مشابهة، كما هو الحال مع الكازخ في منغوليا وكازخستان. وفيها يمتطي الصيادون صهوة خيولهم بينما تقف طيور العقاب الذهبية Golden Eagles على أذرعهم في مشهد أسطوري مهيب أو تحلق فوق رؤوسهم وتنطلق لقنص ثعلب الثلوج أو غزالة في الصحراء!

800x-1

يقوم الصياد بتنمية علاقة وطيدة مع عقابه الذهبي منذ أسره في سن الرابعة. في تلك السن الصغيرة نوعًا، يكون العقاب قد طور مهارات الصيد والقتل بالفعل، لكنه لمّا يزال طيعًا يمكن تدريبه بعد.
//pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js


// <![CDATA[
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
// ]]>
قد يكون هذا مفاجئًا، لكن الصيادون هنا يستعينون بإناث العقاب الذهبي فقط وليس الذكور، لأن محيط أجنحتهن أكبر وكذلك يتصرفن بضراوة وقسوة أكبر من الذكور! والجدير بالذكر هنا أن العقاب الذهبي يعيش حتى سن الثلاثين، لكن الصيادون يطلقونه حرة في سن العاشرة.

صيد الفئران بالكلاب

الفئران سيئة … لا أحد يحب الفئران. لا أعلم تحديدًا لماذا هو أمر فطري هكذا – ربما نتناول هذا في مقال قادم – ولكن البشرية ظلت دومًا تكافح تواجد الفئران وتعتبرها وباءً يجب القضاء عليه بلا هوادة منذ القدم. قد يرجع هذا لأنها بقت مرادقًا لعدم النظافة، وربما لأنها ارتبطت بأحد أشد الأوبئة المميتة وطرًا في التاريخ … الطاعون!

كما نعلم، فوسيلة انتقال ذلك المرض المرعب هي البراغيث الملوثة بالدم الحامل للوباء، والتي تهجر جسد الضحية المصابة إلى أقرب جسد آخر حي للتغذي على الدم. فإن وجدت إنسان آخر، فهذا يوم سعدها، وإن لم يكن، فسينتهي بها الأمر لأقرب شيء حي يحوي دمًا: الفأر بالطبع!

puppies pic

هكذا، تشير التقارير المسجلة في القرن التاسع عشر الميلادي إلى لجوء سكان لندن لحيل وأساليب غريبة للقضاء على الفئران وصيدها، بما في ذلك استخدام القوارض الأكبر مثل ابن عرس بالتعاون مع الكلاب! كانت هذه تشكيلة فريق ممتازة، حيث كانت القوارض الكبيرة تطارد الفئران وتخرجها من جحورها لتتولى الكلاب القضاء عليها بضربة عاجلة أو عضة سريعة. والطريف هنا أن الكثير من الكلاب الصغيرة التي نتخذها الآن كحيوانات أليفة قد تمت تربيتها وتهجينها لمطاردة الفئران في الأصل!

قدور الأخطبوط

والأخابيط ذكية… لا أحد ينكر هذا! تسألني ما هي الأخابيط؟ جمع أخطبوط بالطبع في العربية!

يعد الأخطبوط أحد أذكي الكائنات اللافقارية على ظهر هذا الكوكب، وهو كذلك يتمتع بمخ هو الأعقد بين المخلوقات البحرية؛ لكنه للمفاجأة يقع في فخ صيد بسيط للغاية في كل مرة … قدور الأخطبوط!

octopus_vulgarismarch2009

يتم إنزال قدر مفتوح إلى قاع البحر بواسطة حبل، ولن يمر وقت طويل حتى يزحف أخطبوط متجول إلى القدر معتقدًا أنه قد وجد منزلًا  جيدًا أخيرًا. حينها، يسحب الصياد القدر الممتليء إلى السطح بهدوء بلا أدنى وجل أو محاولة للهروب من الأخطبوط. هكذا بكل بساطة، وبدون حتى الاستعانة بطعم!
//pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js


// <![CDATA[
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
// ]]>
هذه الطريقة شائعة الاستخدام للغاية، حيث استعان بها الإغريق قديمًا لصيد الأخابيط، ولا يزال الإسبان واليابانيون يستخدمونها حتى الآن للغرض نفسه بنفس الفعالية.

غصون الدبق المغطاة بالعلكة

هذه طريقة قديمة أخرى لكن للإمساك بالعصافير والطيور الصغيرة، خاصة الطيور المغردة Songbirds. حيث يقوم الصيادون بدهان أطراف غصون الدبق اللزجة بغراء شديد الالتصاق مستخلص من لحاء شجر البرقوق السوري Syrian plums. بعدها يتم نصب هذه الغصون أعلى الأشجار الصغيرة لإغراء الطيور المغردة على أن تحط عليها؛ وما أن تفعل، لا تستطيع من الصمغ القوي فكاكًا!

songbird-tar-sticks-615

تكمن خطورة هذه الطريقة في أنها لا تميز بين طائر وآخر، حيث يقع في حبائلها الكثير من الأنواع الأخرى المهددة بالانقراض، بخلاف الطيور المغردة التي تتعرض لصيد جائر جراء انتشار تلك الطريقة.

كذلك، غالبًا ما تنتهي جهود إنقاذ تلك الطيور من الفخ اللاصق بمأساة، حيث ينتهي بها المطاف بإصابات خطيرة قد لا تشفى بها وتودي بحياتها سريعًا.

دعس سمك الفلاوندر

الفلاوندر هو نوع من السمك المفلطح والمعروف بلحمه الرقيق الأبيض. ولأنه مفلطح أي مسطح الجسم، ويميل لأكل السرطانات البحرية، فإنه يوجد في المياه الضحلة إلى جوار مصبات الأنهار. هكذا انتهى الصيادون إلى الطريقة المثلى لصيد سمك الفلاوندر اللذيذ … بأن يطئوها بأقدامهم!

palnackie-scotland-uk-5th-september-2015-world-flounder-tramping-championships-F1P245

هذا الأسلوب ظل شائعًا في اسكتلندا لقرون مضت، وهو بسيط للغاية. كل ما عليك هو أن تسير في الأرض الموحلة إلى أن تطأ قدمك سمكة فلاوندر! هنا يجب أن تدعسها بقوة كي لا تهرب منك، مع أنك ستواجه الكثير من التملصات والتفلتات العنيفة من السمكة كما هو متوقع. هذه طريقة تتطلب الكثير من رباط الجأش لأنك ستفعلها بقدميك الحافيتين! الملمس وحده كفيل بأن يقفز الكثيرون ويتخلون عن الفكرة على الفور.

maxresdefault

الطريف هنا، هو أنه في يوم السبت من كل أغسطس، تستضيف مدينة Palnackie الاسكتلندية المسابقة الدولية لدعس سمك الفلاوندر! وإن لم تحضرها، يمكنك متابعتها على التلفاز المحلي في كل من المملكة المتحدة وأستراليا!

 

وبمهرجان دعس الفلاوندر نختم جولتنا الغريبة بالأعلى. أخبرونا، أي تلك الطرق هي الأغرب في الصيد في رأيكم؟!

مراجع: 1 2 3 4 5 6 7 8

fromعالم الابداع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق