الأحد، 10 سبتمبر 2017

القوة المرعبة لإعصار إيرما 2017: شفط مياه المحيط وترك الشواطيء جافة!

لا حديث هذه الأيام إلا عن الآثار المدمرة لإعصار إيرما الذي يضرب فلوريدا بينما تقرأ هذه السطور (10 سبتمبر 2017). إعصار إيرما هو إعصار استوائي قوي للغاية يضرب جزر ليوارد وبورتوريكو ويهدد حاليًا كل من كوبا وجنوب شرقي الولايات المتحدة. إيرما هو الأقوى من ناحية الحد الأقصى للرياح المستدامة في المحيط الأطلسي منذ إعصار ويلما عام 2005؛ وهو ثاني إعصار من موسم الأعاصير الأطلسي لعام 2017، لكنه أول إعصار في التاريخ يحافظ على سرعته 300 كلم في الساعة لأكثر من 49 ساعة!

الجميع متخوف والخبراء يقولون بأن إيرما لن يقل عنفًا عن هارفي وربما أسوأ؛ وقد استيقظنا هذا الصباح على استعراض غير مسبوق لقوة إيرما المخيفة. هل تصدقون أن الصورتين التاليتين هي للمكان نفسه؟!

الصورتان السابقتان لشاطئ جزيرة لونج آيلاند، بالباهاما … الأولى للشاطيء عاريًا بعدما سحب إعصار إيرما ماء المحيط داخله فانحسرت المياه عن الشاطيء، والصورة الثانية بعد مرور أقل من يوم وقد عادت المياه مرة أخرى إلى تغمر الشاطيء

 

“لا أصدق عيناي … لا أريد أن أصدق! هذا شاطيء جزيرة لونج Long Island بالباهاما لكن المحيط اختفى!”

هذا ليس نص حوار فيلم رعب ما وإنما ما كتبته إحدى سكان جزيرة لونج على حسابها بتويتر متبوعًا بقطع فيديو تستطيعون مشاهدته تاليًا …

//platform.twitter.com/widgets.js

مقطع الفيديو الغريب يعرض صاحبة الحساب بينما تسير على أرضية المحيط المكشوفة، الجافة والمغطاة بالأصداف البحرية الضخمة. لقد كان إعصار إيرما من القوة أن شفط مياه المحيط حرفيًا إلى قلبه وغيّر وجه شواطيء جزيرى لونج بعدما ضرب جزء البهاما يوم الجمعة أول أمس. لحسن الحظ، لم يدم هذا التأثير وعاد المحيط إلى سابق عهده بحلول ظهيرة الأحد.

ما حدث هنا هو أن ضغط قلب الإعصار يكون منخفضًا، ولأن إعصار إيرما بالغ القوة، فقد سحب ماء المحيط إلى مركزه وهي الظاهرة التي تطلع عليها عالمة الطقس آنجيلا فريتز Angela Fritz اسم “نتوء الإعصار Hurricane Bulge” حيث تعمل ساعتها عين الإعصار كفتحة تصريف مقلوبة تشفط الماء والهواء وكل شيء تقريبًا!

المشهد مرعب بالتأكيد يثير الرهبة، وقد انتاب قاطني الجزيرة مخاوف بأن انحسار الماء علامة لقدوم تسونامي كما يحدث دومًا قبل ضرب الأمواج العملاقة للشواطيء، لكن الخبراء طمئنوا الجميع بأن الماء لن يعود إلا بطيئًا بلا آثار مدمرة كما يحدث مع التسونامي.

أسماء مشئومة

يقوم العلماء بإطلاق أسماء علم على الأعاصير لتسهيل التعرف عليها ومتابعتها. وهذه الأسماء هي عبارة عن قوائم معدة سلفًا ومرتبة أبجديا لأسماء ذكور وإناث بالتناوب. وعندما يبدأ تشكيل الإعصار يتم تسميته حسب الدور ويبقى هذا الاسم معه حتى يتلاشى.

تحتوي القائمة على حوالي 160 اسمًا، وإذا كان الإعصار مدمرا لدرجة كبيرة وكان عدد الوفيات التي سببها مرتفعًا، يتم اعتبار اسم ذلك الإعصار مشؤومًا فيتم شطبه من القائمة واستبداله باسم آخر من نفس الجنس وبنفس الحرف الأول للاسم المشطوب للحفاظ على التسلسل الأبجدي لقائمة الأسماء.

لهذا لم ولن تسمعوا باسم كاترينا Katrina كإعصار مرة أخرى، بعدما شطبت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية World Meteorological Organization اسمه واستبدلته باسم كاتيا  Katia، كون إعصار كاترينا أكثر الأعاصير دموية والأكثر ضررًا من كل الأعاصير المدارية في المحيط الأطلسي خلال موسم الأعاصير في عام 2005، وكنونه يمثل الكارثة الطبيعية الأكثر تكلفة، وأحد أعنف خمسة أعاصير في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية. حيث بلغ عدد الوفيات التي خلفها حوالي 1833 قتيل، مما يجعله أكثر الأعاصير فتكًا في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1928 ميلادي.

هل تتوقعون الأمر نفسه مع هارفي وإيرما؟ هل نرى أسمائهما مجددًا في السنوات القادمة أم يكون مصيرهما الشطب؟!

رابط المقال الأصلي: القوة المرعبة لإعصار إيرما 2017: شفط مياه المحيط وترك الشواطيء جافة!.

عالم الإبداع: http://bit.ly/2xkmjpa

fromعالم الابداع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق